الجيش العراقي يقتل 150 عنصرًا من «داعش» ويعتقل المئات في محيط الفلوجة

الجيش العراقي يقتل 150 عنصرًا من «داعش» ويعتقل المئات في محيط الفلوجة
TT

الجيش العراقي يقتل 150 عنصرًا من «داعش» ويعتقل المئات في محيط الفلوجة

الجيش العراقي يقتل 150 عنصرًا من «داعش» ويعتقل المئات في محيط الفلوجة

قتل أكثر من 150 عنصرا من تنظيم "داعش" في قصف نفّذه طيران الجيش العراقي، استهدف رتلا من آليات التنظيم ثم عددًا من الفارين منهم غرب عامرية الفلوجة، حسبما أعلن المتحدث باسم قيادة العمليات المشتركة.
وقال العميد يحيى رسول، إنّ طيران الجيش استهدف "رتلا كبيرا لعناصر داعش (...) ضم أكثر من 500 عجلة محملة بالاسلحة"، ما أدّى إلى تدمير 260 من هذه الآليات. وأضاف أنّ الطيران قصف "أحد الاماكن التي اختبأ فيها قسم من الذين استطاعوا التملص" من الضربات، موضحًا أنّ عمليات القصف أدّت إلى مقتل حوالى "150 عنصرا من التنظيم الارهابي".
وكانت القوات العراقية قد أعلنت استعادة الفلوجة بالكامل السبت الماضي، ورفعت العلم العراقي فيها بعد أن انتهت مقاومة التنظيم الذي كان يتخذ من المدينة معقلا رئيسيا له لأكثر من عامين. فيما أفادت السلطات بأنّها قتلت أكثر من 1800 متطرف وألقت القبض على أكثر من الفين آخرين في المواجهة التي استمرت أكثر من شهر سبقها حصار شارك فيه العديد من فصائل الحشد الشعبي.
في السياق ذاته، قال مسؤولون أميركيون لوكالة "رويترز" للأنباء، إنّ طيران التحالف الذي تقوده الولايات المتحدة نفذ سلسلة ضربات مميتة على تنظيم "داعش" حول مدينة الفلوجة العراقية يوم أمس (الاربعاء)، وذكر أحد المسؤولين أن التقديرات الاولية تشير إلى مقتل 250 على الاقل من مقاتلي التنظيم وتدمير ما لا يقل عن 40 عربة.
وإذا تأكدت هذه الارقام ستكون الضربات واحدة من بين أعنف الضربات، فيما تعيه الذاكرة ضد التنظيم المتشدد.
وتحدث المسؤولون لـ"رويترز"، شريطة عدم الكشف عن هويتهم لوصف العملية، وأوضحوا أنّ التقديرات الاولية يمكن أن تتغير. وتابعوا أنّ الضربات التي وقعت جنوب المدينة هي أحدث انتكاسة تعرض لها التنظيم المتطرف في ميدان القتال في المنطقة التي أعلنها التنظيم دولته في العراق وسوريا.
وعلى الرغم من ذلك فإنّ الانتكاسات التي تعرض لها "داعش"، لا تبدد المخاوف بشأن عزم التنظيم أو قدرته على شن هجمات في الخارج.
وكانت تركيا قد وجّهت أصابع الاتهام أمس، لتنظيم "داعش" الارهابي، عن تفجير ثلاثي وهجوم مسلح أدى إلى مقتل 41 شخصًا في مطار أتاتورك الرئيسي في اسطنبول.
من جهته، قال مدير المخابرات المركزية الاميركية جون برينان، في منتدى في واشنطن، إنّ الهجوم يحمل بصمات "داعش"، وأقر بأن الطريق لا يزال طويلا لمكافحة التنظيم لا سيما قدرته على التحريض على شن هجمات. مستطردًا "أعتقد أنّنا أحرزنا بعض التقدم الكبير مع شركائنا في التحالف في سوريا والعراق حيث يقيم معظم أعضاء "داعش". وأكمل موضحًا، "لكن بالنظر إلى قدرة التنظيم على مواصلة بث أفكاره بالاضافة إلى التحريض على هذه الهجمات وتنفيذها، أعتقد أنّه لا يزال أمامنا أشياء للقيام بها قبل أن نتمكن من القول إنّنا أحرزنا بعض التقدم الكبير ضدهم".
وفي ساحة القتال أحرزت الحملة بقيادة الولايات المتحدة ضد "داعش"، تقدما في الآونة الاخيرة مع إعلان الحكومة العراقية الانتصار على التنظيم في الفلوجة.



«هدنة غزة» تقترب وسط جولات مكوكية وحديث عن «تنازلات»

دخان القصف الإسرائيلي فوق بيت ياحون بقطاع غزة الخميس (رويترز)
دخان القصف الإسرائيلي فوق بيت ياحون بقطاع غزة الخميس (رويترز)
TT

«هدنة غزة» تقترب وسط جولات مكوكية وحديث عن «تنازلات»

دخان القصف الإسرائيلي فوق بيت ياحون بقطاع غزة الخميس (رويترز)
دخان القصف الإسرائيلي فوق بيت ياحون بقطاع غزة الخميس (رويترز)

وسط حديث عن «تنازلات» وجولات مكوكية للمسؤولين، يبدو أن إسرائيل وحركة «حماس» قد اقتربتا من إنجاز «هدنة مؤقتة» في قطاع غزة، يتم بموجبها إطلاق سراح عدد من المحتجزين في الجانبين، لا سيما مع تداول إعلام أميركي أنباء عن مواقفة حركة «حماس» على بقاء إسرائيل في غزة «بصورة مؤقتة»، في المراحل الأولى من تنفيذ الاتفاق.

وتباينت آراء خبراء تحدثت إليهم «الشرق الأوسط»، بين من أبدى «تفاؤلاً بإمكانية إنجاز الاتفاق في وقت قريب»، ومن رأى أن هناك عقبات قد تعيد المفاوضات إلى المربع صفر.

ونقلت صحيفة «وول ستريت جورنال» الأميركية، عن وسطاء عرب، قولهم إن «حركة (حماس) رضخت لشرط رئيسي لإسرائيل، وأبلغت الوسطاء لأول مرة أنها ستوافق على اتفاق يسمح للقوات الإسرائيلية بالبقاء في غزة مؤقتاً عندما يتوقف القتال».

وسلمت «حماس» أخيراً قائمة بأسماء المحتجزين، ومن بينهم مواطنون أميركيون، الذين ستفرج عنهم بموجب الصفقة.

وتأتي هذه الأنباء في وقت يجري فيه جيك سوليفان، مستشار الأمن القومي للرئيس الأميركي، محادثات في تل أبيب مع رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو، الخميس، قبل أن يتوجه إلى مصر وقطر.

ونقلت «رويترز» عن دبلوماسي غربي قوله إن «الاتفاق يتشكل، لكنه على الأرجح سيكون محدود النطاق، ويشمل إطلاق سراح عدد قليل من الرهائن ووقف قصير للأعمال القتالية».

فلسطينيون بين أنقاض المباني المنهارة في مدينة غزة (أ.ف.ب)

في حين أشار القيادي في «حماس» باسم نعيم إلى أن «أي حراك لأي مسؤول أميركي يجب أن يكون هدفه وقف العدوان والوصول إلى صفقة لوقف دائم لإطلاق النار، وهذا يفترض ممارسة ضغط حقيقي على نتنياهو وحكومته للموافقة على ما تم الاتفاق عليه برعاية الوسطاء وبوساطة أميركية».

ومساء الأربعاء، التقى رئيس جهاز المخابرات الإسرائيلي، ديفيد برنياع، مع رئيس الوزراء القطري، الشيخ محمد بن عبد الرحمن آل ثاني، في الدوحة؛ لبحث الاتفاق. بينما قال مكتب وزير الدفاع الإسرائيلي، يسرائيل كاتس، في بيان، إنه «أبلغ وزير الدفاع الأميركي لويد أوستن في اتصال هاتفي، الأربعاء، بأن هناك فرصة للتوصل إلى اتفاق جديد يسمح بعودة جميع الرهائن، بمن فيهم المواطنون الأميركيون».

وحال تم إنجاز الاتفاق ستكون هذه هي المرة الثانية التي تتم فيها هدنة في قطاع غزة منذ بداية الحرب في 7 أكتوبر (تشرين الأول) 2023. وتلعب مصر وقطر والولايات المتحدة دور الوساطة في مفاوضات ماراثونية مستمرة منذ نحو العام، لم تسفر عن اتفاق حتى الآن.

وأبدى خبير الشؤون الإسرائيلية بـ«مركز الأهرام للدراسات السياسية والاستراتيجية» الدكتور سعيد عكاشة «تفاؤلاً حذراً» بشأن الأنباء المتداولة عن قرب عقد الاتفاق. وقال لـ«الشرق الأوسط» إن «التقارير تشير إلى تنازلات قدمتها حركة (حماس) بشأن الاتفاق، لكنها لا توضح نطاق وجود إسرائيل في غزة خلال المراحل الأولى من تنفيذه، حال إقراره».

وأضاف: «هناك الكثير من العقبات التي قد تعترض أي اتفاق، وتعيد المفاوضات إلى المربع صفر».

على الجانب الآخر، بدا أستاذ العلوم السياسية بجامعة القدس السياسي الفلسطيني، الدكتور أيمن الرقب، «متفائلاً بقرب إنجاز الاتفاق». وقال لـ«الشرق الأوسط» إن «هناك حراكاً أميركياً لإتمام الصفقة، كما أن التقارير الإسرائيلية تتحدث عن أن الاتفاق ينتظر الضوء الأخضر من جانب تل أبيب و(حماس) لتنفيذه».

وأضاف: «تم إنضاج الاتفاق، ومن المتوقع إقرار هدنة لمدة 60 يوماً يتم خلالها الإفراج عن 30 محتجزاً لدى (حماس)»، مشيراً إلى أنه «رغم ذلك لا تزال هناك نقطة خلاف رئيسية بشأن إصرار إسرائيل على البقاء في محور فيلادلفيا، الأمر الذي ترفضه مصر».

وأشار الرقب إلى أن «النسخة التي يجري التفاوض بشأنها حالياً تعتمد على المقترح المصري، حيث لعبت القاهرة دوراً كبيراً في صياغة مقترح يبدو أنه لاقى قبولاً لدى (حماس) وإسرائيل»، وقال: «عملت مصر على مدار شهور لصياغة رؤية بشأن وقف إطلاق النار مؤقتاً في غزة، والمصالحة الفلسطينية وسيناريوهات اليوم التالي».

ويدفع الرئيس الأميركي جو بايدن والرئيس الأميركي المنتخب دونالد ترمب، من أجل «هدنة في غزة»، وكان ترمب طالب حركة «حماس»، في وقت سابق، بإطلاق سراح المحتجزين في غزة قبل توليه منصبه خلفاً لبايدن في 20 يناير (كانون الثاني) المقبل، وإلا فـ«الثمن سيكون باهظاً».